تم أول أمس بالجزائر العاصمة تقديم ملخص عن مخرجات ورشة إصلاح المسرح التي أطلقتها وزارة الثقافة والفنون العام الماضي حيث تضمنت “حلولا” و”اقتراحات” لـ “تنظيم” و”تأطير” هذا القطاع للخروج به من حالة “الانسداد البيروقراطي” و”الركود”، حسب ما صرح به المنسق العام للورشة احميدة العياشي.
وقال العياشي، وهو أيضا كاتب مسرحي، في اختتام فعاليات الملتقى حول “الإستراتيجيات الوطنية والدولية في تسيير المسارح”، أن تنظيم هذه الورشة جاء في إطار حركة “الإصلاحات” التي تجريها الوزارة مؤكدا أنها “أصبحت أكثر من ضرورية للخروج بالمسرح من حالة الانسداد البيروقراطي والركود الذي صار عليه رغم وجود طاقات كبيرة من كتاب وفنيين ومخرجين باستطاعتهم منح المسرح نبضه القوي من جديد ..”.
وتوزعت مخرجات هذه الورشة على عدة محاور تعلقت أولها بـ “مسرح المدينة” حيث تم تقديم اقتراحات لإصلاح مسرح الدولة والانتقال به من محطة المسارح الجهوية إلى مسارح المدينة، يقول المنسق العام للورشة.
وقد تم الانطلاق في الإصلاح الفعلي في هذا المجال من خلال “قانون حول مسرح المدينة متواجد حاليا على مستوى الأمانة العامة للحكومة” والذي من بين ما نص عليه “تحويل المسارح الجهوية إلى مسارح مدينة” وإقرار “عقود النجاعة” التي تجعل تنصيب مديري المسارح على أساس “حملهم للمشاريع وليس فقط كإجراء إداري” وكذا “إلزامهم بتحصيل إرادات مالية من نشاطاتهم إلى جانب حصولهم على إعانات الدولة”، وفقا للعياشي.
وتناولت أيضا هذه الإصلاحات ترقية ما سمي بـ “مسرح المبادرة” الذي يشمل “المسرح الخاص” (المسارح التي تمولها وتسيرها شركات خاصة وأفراد) و”التعاونيات الفنية” و”مسرح الجيب” (الصالات المسرحية الصغيرة) وكذا “مسرح الشارع” (العروض المسرحية في الفضاءات المفتوحة).
كما تعلقت أيضا بتطوير “التكوين المسرحي” من خلال وضع إستراتيجية شاملة للرفع من مستواه وكذا ترقية “مسرح الغد” الذي ينطوي على مقاربة جديدة للنهوض بـ “مسرح الطفل” و”مسرح الناشئة” و”المسرح المدرسي” و”المسرح الجامعي”.
وقد مست أيضا هذه الإصلاحات “تسيير وإصلاح مسرح الهواة” الذي يشكل خزانا للمسرح المحترف وكذا “التوثيق والرقمنة” حتى يتماشى الفن الرابع مع المعطى الجديد للعصر بالإضافة إلى تثمين المكتسبات فيما يخص “مهن فنون العرض الحية” كالبالي والأوركسترا والكوريغرافيا واستغلالها أكثر.
وقال العياشي أن المسرح اليوم يعاني من “عدة ثغرات تنظيمية وبيروقراطية وذهنية وفلسفية ..” بعد أن عاش في الماضي “حقبة نيرة ومشعة” مضيفا أن هذه المخرجات ستكون بمثابة “خارطة طريق” للوزارة لتنفيذ الإصلاح و”أرضية انطلاق جديد” للحركة المسرحية في الجزائر بعد مرور قرن على نشأتها.
وشدد على أن هذه الإصلاحات تأتي في سياق “ظهور أجيال جديدة من المسرحيين وتراكمات لتجارب جديدة وكذا الانفتاح الذي يعرفه العالم ..” الأمر الذي أدى إلى ظهور “مطالب ملحة في التغيير” من طرف المسرحيين و”مطالبات بنوع مختلف من التفكير وانتهاج مغاير لأساليب التعاطي مع المسرح كممارسة وصناعة ثقافة”.
وكان قد شارك في إعداد هذا العمل “أكثر من خمسين ممارس ومحلل وخبير ينتمون إلى أجيال مختلفة وتخصصات متعددة من مخرجين وممثلين ونقاد وجامعيين وتقنيين ومسيرين ..”، يقول المنسق العام للورشة.
وحضرت أيضا هذه الجلسة وزيرة القطاع مليكة بن دودة التي أكدت مرة أخرى على “إرادة وزارتها في إصلاح المسرح والانتقال به من دائرة النشاط إلى المردودية والإنتاج ..” وهذا بالاعتماد أيضا على “المكتسبات” في هذا المجال مشيرة في سياق كلامها إلى التاريخ “الكبير” للفن الرابع في الجزائر.
وكان الملتقى حول “الإستراتيجيات الوطنية والدولية في تسيير المسارح” الذي نظمته وزارة الثقافة والفنون بالمسرح الوطني محيي الدين باشطارزي قد افتتح فعالياته يوم السبت في إطار الاحتفال باليوم العالمي المسرح وقد عرف تنظيم عدة ندوات.
ق. ث
