تعيش بلدية جواب التابعة لولاية المدية واقعا مريرا وتهميش يمس جميع القطاعات، مما أثر سلبا على يوميات قاطنيها الدين فضل الكثير منهم الهجرة والاستقرار في مناطق تتوفر على المرافق التي يحتاجون اليها في حياتهم اليومية، إد رغم النداءات التي توجه بها الساكنة للمجالس البلدية المتعاقبة على تسيير شؤونها إلا أن الوضع يزداد سواء من سنة لأخرى مما أثار في كثير من المرات غضب قاطنيها الدين نظموا وقفات احتجاجية لإيصال معاناتهم للسلطات في الدائرة والولاية.
تعتبر بلدية جواب من أعرق بلديات المدية ومن أبعدهم مسافة ويبلغ عدد سكانها قرابة 12الف نسمة يتوزعون على عدة قري، الشعيبة، المقطع، الحمادية، القيشة أولاد ساعد وغيرها، ويعتبر النشاط الفلاحي النشاط الرئيسي لسكان البلدية ومصدر رزق العديد من سكانها.
شهدت جواب هجرة جماعية إبان العشرية السوداء بتعداد فاق 7الاف نسمة نحو مدن الجزائر العاصمة حيث يتمركز نصف تعدادها في منطقة حمادي والشراربة بالكاليتوس والبعض الأخر في واد السمار حيث لم تشفع جل محاولات المجالس المنتخبة السابقة في استمالة العائلات للعودة خاصة وان العديد من المشاريع تبقي متوقفة على عودة هؤلاء غير أن هذا لم يمنع في استفادة بلدية جواب من عدة مشاريع تنموية بفعل إدراجها ضمن مناطق الهضاب العليا.
الغاز لسكان المدينة والمداشر محرومة
استفادت بلدية جواب مند سنوات من الربط بشبكة غاز المدينة ضمن مشاريع الموجهة لسكان البلديات المدرجة في الهضاب حيث خصص لهذا المشروع الحيوي 20 مليار سنيتم استفادت منه أزيد من 300عائلة حسب تصريحات السلطات أنداك حيث تم ربط سكنات الوسط الحضري، مما ساهم في القضاء عل مشكل قارورات الغاز خاصة وان سكان جواب يعانون الأمرين في كل شتاء كون البلدية معزولة كما أنها تتميز بمناخها البارد جدا شتاءا حيث تعلو على سطح البحر بـأكثر من 1000متر .
إلا أن المشروع استثنيت منه الأرياف والمداشر التي لا يزال قاطنيها يعانون ليومنا هدا من متاعب اقتناء غاز البوتان في فصل الشتاء، ورغم الوعود التي تلقوها من أجل ربط عدد من المداشر بالغاز إلا أنها بقيت مجرد وعود لم ترى النور.
مداشر تعاني الظلام
رغم استفادة بعض مداشر البلدية من مشروع الإنارة العمومية ولو بمصابيح قليلة هنا وهناك، لاتزال مداشر أخرى تعاني ظلاما دامسا ليلا على غرار الحمادية والشعيبة وغيرهما، وحتى البعض من المداشر اللصيقة بالمدينة تعاني ذات المشكل، وعلى اعتبار جواب منطقة غابية صعبة المسالك يطالب سكان المداشر بالاستفادة من الإنارة العمومية، قصد تسهيل حياة المواطنين وتنقلهم ليلا ، خاصة تلاميذ المتوسطات والثانوية أثناء فصل الشتاء، في ذات السياق لاتزال بعض المساكن الريفية المشيدة حديثا في مختلف المداشر تعاني عدم الاستفادة من الكهرباء ولايزال ينتظر أصحابها وعود مصالح البلدية .
الصحة مريضة بجواب والمرضى يتنقلون خارج الولاية
أما فيما يخص القطاع الصحي تحوي بلدية جواب على عيادة متعددة الخدمات فتحت أبوابها بعد طول انتظار وبهدف تخفيف الضغط على المركز الصحي بذات المدينة غير أن النقطة السوداء في هذه العيادة المتعددة الخدمات لاتزال تقدم خدمات مستوصف إذ تفتقر لنظام المداومة الأمر الذي جعل السكان يضطرون للتنقل نحو مستشفي بني سليمان أو سور الغزلان بالبويرة، وذلك بقطع مسافة لا تقل عن 60كلم ذهابا وإيابا مما يكبدهم العناء والخوف ليلا، خاصة وأن المسلك غابي صعب، هذا كما يطالب قاطنو جواب فتح مصلحة للولادة بهذه العيادة للتقليل من حجم المعاناة خاصة وان حوامل البلدية يعانين كثيرا ، فالكل ينتظر أن تقدم هذه العيادة خدمات تتوافق مع الاسم الذي تحمله “عيادة متعددة الخدمات”
جواب تنام على ثروة مائية وتعاني العطش
تحوي بلدية جواب على ثروة مائية هامة ألا وهي سد جواب الواقع عند المدخل الشرقي للبلدية ولا يبعد سوي 1كلم عن المركز ، إضافة ألى عديد الآبار الارتوازية غير أن جواب وقراها تعاني مشكل العطش وقلة المياه حيث أن أغلبية سكان القري يشكون قلة الماء الشروب خاصة مع حلول فصل الصيف.
ورغم أن السلطات المحلية لجواب أجرت محادثات مع مصالح مديرية الري مند سنوات بهدف إيجاد حل لهذا المشكل وذلك بالإستفادة من الربط من قنوات سد كدية اسردون بالبويرة قصد تطليق المشكل إلى غير رجعة إلا أن سكان القرى لا يزالون يعانون من أزمة عطش في هده الأيام الحارة.
حصص معتبرة من البناء الريفي تنتظر المزيد
استفاد جواب من عدد ضخم من حصص البناء الريفي مقارنة ببلديات مجاورة باعتبارها ضمن حيز مشروع الهضاب، كما استفادت من حصص لابأس بها من صيغة السكن الاجتماعي منها ما وجه لسكان البيوت الهشة خاصة الحي القديم أو ما يعرف باسم ” قورياص”، كما تعمل السلطات المحلية على محاولة القضاء النهائي على مشكل هذه السكنات التي تشوه البعد الجمالي للبلدية، كما استفادت جواب من حصص تتعلق بالترميم .
الفعل الرياضي في ركود كبير
الفعل الرياضي ببلدية جواب يعرف ركودا كبيرا في السنوات الأخيرة نظرا لانعدام الهياكل الرياضية حيث لا يوجد بجواب سوي ملعب بلدي ترابي، ودار للشباب لا تتسع لجل الشباب خاصة وان جواب يمثل شبابها نسبة 70بالمئة من مجموع السكان، كما استفاد هذه الأخيرة من مخيم للشباب يقع بالطريق الولائي رقم 94في جزئه الرابط مابين جواب وبلدية شلالة العذاورة، مخيم الشباب هذا يقع في منطقة غابية هادئة ، المخيم لن يكون لشباب جواب وحدهم بل لجل شباب الولاية وحتي من خارجها، لكن طال انتظاره فهو هيكل دون روح، كما استفادت جواب من مركب جواري رياضي فتح أبوابه منذ سنوات حيث ساهم قليلا في تحريك الركود الرياضي بالمنطقة بعد فتح عدة تخصصات من رياضة الكارتي دو رياضة كمال الأجسام، نادي البيئة، فرقة للمسرح، دورات تكوينية للنساء المركب، ورغم حداثته شرف البلدية في عدة تظاهرات ولائية، غير أنه في المدة الأخيرة انتكس نشاطه وأصبح لا يقدم ماأنجز لأجله.
المشهد الثقافي بالبلدية في سبات
عرف المشهد الثقافي ببلدية جواب هو الآخر صحوة بعد أن عاش في سبات كبيرا طوال حقبة زمنية ليست بالقصيرة فالفعل الثقافي للنهوض به تلزمه فضاءات ثقافية للكشف عن المواهب والإقلاع بها ولذات الغرض استفادت جواب من مكتبة بلدية في إطار برنامج وزارة الداخلية القاضي بانجاز مكتبة بكل بلدية، وهي اليوم فاتحة أبوابها، وجهزت بأحدث الوسائل من أجهزة الإعلام الآلي للإبحار في الانترنيت، ومجموعة قيمة من عناوين الكتب في جميع المجلات سواء الأدب أو السياسية الثقافة العامة أو أمور الدين أو الكتب العلمية، جملة هذه المشاريع سمحت بالإقلاع بالفعل الثقافي لهذه البلدية التاريخية التي تحوي أيضا فيما يخص الجانب السياحي على موقع اثري هام وهو آثار رابيديوم وهي موقع حامي روماني يعود وجود ه إلى قرون خلت، ورغم كل هذا، ورغم أن المكتبة البلدية تحفة معمارية بامتياز غير أن موقعها بالمخرج الشمالي للمدينة جعلها خاوية على عروشها في أغلب الأوقات باستثناء زيارات تلاميذ المدارس والمتوسطات والثانوية للبحث عن مراجع أو انجاز بحوث.
فجواب ورغم النقائص الموجودة بها على غرار شبكة الطرقات وأزمة المياه وغير ذلك غير أنها عرفت عدة مشاريع عملاقة ساهمت بتحرك دواليب التنمية بالبلدية وأعادت البعض من سكانها ويطمح قاطنو جواب أن تتعزز بلديتهم بمشاريع تنموية أخرى، تسافر ببلديتهم ألى مصاف البلديات المجاورة.
نادية. ب