تهدد عائلات تقطن بحوش الرياشة الفوضوي ببلدية خميس الخشنة في بومرداس بتنظيم وقفة احتجاجية في ظل تجاهل السلطات لمطالبهم المرفوعة والمتعلقة بالترحيل إلى سكن لائق يحفظ كرامتهم مثلما جاء على لسان ممثليهم، وزادت اخبار انتشرت وسط السكان حول عدم برمجة قاطني القصدير في عمليات الترحيل من مخاوفهم واستيائهم الشديد.
نادية. ب
“نعيش مصيرا مجهولا… متى سنرحل ” بهذه العبارة بدأ أحد القاطنين بالحي الفوضوي الواقع خارج مقر بلدية خميس الخشنة بحوالي 4 كليومتر، واصفا حياته المعيشية بـ”المزرية” فيما شبهها قاطن أخر بالموقع منذ سنة 2001 بحياة الأموات، قائلا “نحن أموات بهذا الموقع، حياتنا مليئة بالهموم والمشاكل”.
سكان القصدير يستفسرون عن مصيرهم
تصريح بعض المسؤولين بالبلدية والدائرة حول مصير قاطني القصدير من عمليات الترحيل التي تبرمجها مصالح الولاية منذ سنوات، والتي أكدوا بخصوصها أن المواقع القصديرية غير معنية بالترحيل باستثناء بعض الحالات، الأمر الذي جعل العشرات من سكان البيوت الفوضوين يثورون ضد القرار ويطالبون الوالي بالتدخل.
وأكدت بعض العائلات القاطنة بالموقع المذكور أن تصريحات بعض المسولين زادت من مخاوفهم، حيث جعلت العائلات القاطنة بالقصدير في أخر الأولويات من حيث برنامج الترحيل، وأعطيت الأولوية لقاطني الشاليهات التي شرع في إزالتها من خلال برنامج ترحيل مكثف، وهو ما جعل العائلات القاطنة بالمنطقة تفقد أملها في تطيق سكناتهم في القريب.
وقال أحد القاطنين الأوائل بالموقع منذ سنة 2001 أن تصريحات بعض الاطارات في الدائرة تؤكد أن إقامتهم بالمنطقة ستطول أكثر، مشيرين إلى أن الظروف هي من دفعتهم لإقامة أكواخ هشة تنعدم بها أبسط ظروف العيش الكريم.
عائلات تعيش حياة صعبة
وصفت العائلات القاطنة بالحي والتي يقارب عددها 700 عائلة ظروف أقل ما يقال عنها صعبة للغاية بالنظر إلى الوضعية التي يعيشون فيها، حيث تنعدم بالحي أدنى شروط الحياة الكريمة، داخل بيوت غير صالحة حتى لتربية الماشية مثلما جاء على لسان احد السكان، الذي تحدث عن الحالة المهترئة للسكنات التي توشك على الانهيار فضلا عن ضيق مساحتها، حيث لجأ إليها السكان بسبب أزمة السكن التي يعانون منها والظروف الأمنية التي عرفتها الجزائر سنوات التسعينات على أمل استفادتهم من الترحيل في القريب، لكن – يقول أحد المواطنين – أن إقامتهم طالت بالمكان وتضاعف عدد أفراد الأسرة الواحدة مما جعل السكنات تضيق بقاطنيها، وأصبحت فئة الشباب من أفراد الأسرة الواحدة يضطرون للمبيت في الخارج ما يشكل خطرا على مستقبلهم وحياتهم مثلما جاء على لسان سكان الحي.
الموقع محروم من مختلف الشبكات
وحسب سكان حوش الرياشة، فإنهم محرومين من الربط بأهم المرافق الضرورية من شبكة المياه الصالحة للشرب والغاز والكهرباء، ما اضطر بالعائلات إلى ربط سكناتهم بشبكتي المياه والكهرباء بطريقة فوضوية، فيما حرموا من الربط بالغاز.
وأضاف السكان، أن غياب شبكة الغاز بالمنطقة كبدهم متاعب عديدة، خاصة في فصل الشتاء، حيث تتعدد استعمالات غاز البوتان في التدفئة والطهي ويضطرون لاقتنائها من نقاط بيعها بمبالغ مرتفعة تصل شهريا إلى 2000 دج، مشيرين إلى البرودة الشديدة التي تتميز بها سكناتهم في فصل الشتاء.
التهيئة منعدمة بالحوش
كما أوضح السكان أن التهيئة غائبة بالحوش، إذ يعانون من تدهور حالة الطريق المؤدية إليهم والتي تتحول إلى مستنقعات للمياه التي تتجمع لأسابيع في موسم الأمطار ما ينتج عنه عرقلة في حركة السير، وأشار محدثونا أن السلطات المحلية لبلدية خميس الخشنة تتجاهل تهيئة المنطقة رغم مرور سنوات عن إقامتهم بها بحجة أنه حي فوضوي، ما دفع بالسكان إلى القيام ببعض الأشغال الترقيعية لتفادي تعقد حركة السير بالمسالك المؤدية إلى سكناتهم.
كما تحدث أحد السكان عن رفض بعض أصحاب سيارات الأجرة دخول سيارتهم إلى الحي بسبب تدهور وضعية المسالك.
من جهة ثانية، أشار سكان الحوش إلى النفايات التي باتت تغرق فيها المنطقة، بسب غياب حاويات لجمعها، وتأخر عمال النظافة في المرور من المكان، الأمر الذي تسبب في تلوث المحيط بالمنطقة طيلة أيام السنة، حيث يلجأ السكان من وقت لأخر إلى القيام بحملة تنظيف واسعة بالمنطقة بوسائل بسيطة.
أمراض عديدة منتشرة بين السكان
ارتفاع نسبة الرطوبة بالسكنات الهشة بالحوش، نتج عنه إصابة العديد من المواطنين بأمراض مزمنة كالربو والحساسية، خاصة من فئة الكبار والأطفال الذين يحملون شهادات طبية تثبت إصابتهم بأمراض الربو مثلما جاء على لسان أحد القاطنين بالموقع و الذي أشار إلى إصابة ابنته البالغة من العمر 3سنوات بمرض الربو، حيث استدعى الأمر متابعة حالتها الصحية لدى الأطباء.
كما اشتكى الكبار في السن من ارتفاع الضغط الدموي لديهم بسبب المشاكل التي يعيشونها داخل سكناتهم والخوف الذي يلازمهم يوميا خاصة في فصل الأمطار جراء تسرب المياه إلى داخل سكناتهم واحتمال سقوطها عليهم.
ملفات حبيسة الأدراج
قال سكان حوش الرياشة في معرض حديثهم للعالم للادارة، أنهم قاموا بإيداع ملفات عديدة على مستوى البلدية دون أن يتم إحصائهم أو التحقيق في وضعيتهم، مشيرين إلى تجديد البعض منهم لملفاتهم أكثر من مرة دون أية جدوى، إذ حسبهم ما تزال حبيسة الأدراج دون دراستها والنظر فيها وهو سبب أخر جعلهم يفقدون الأمل في الترحيل.
وأضاف السكان أنه ما زاد من تذمرهم صمت المسؤولين بالبلدية والدائرة، حيث في كل مرة يستفسر السكان عن مصيرهم يقابلون برفض السلطات تقديم أية شروحات.
نادية. ب