الثلاثاء, أبريل 29, 2025

الجواليل بخميس الخشنة تنتظر من يرفع عنها الغبن

يوجه سكان الجواليل الواقع في الحدود بين بلديتي خميس الخشنة ومفتاح في البليدة نداء استغاثة لوالي بومرداس يحيا يحياتن من أجل التدخل والتحقيق في أسباب إقصاء المنطقة من قائمة مناطق الظل بالبلدية، حيث يهدد السكان بالاحتجاج في الأيام المقبلة إن لم يتم إنصاف منطقتهم التي ظلمت بحرمانها في السابق من المشاريع التنموية لتظلم اليوم مرة أخرى بإقصائها من مناطق الظل.
نادية. بوخيط
يعيش سكان حي الجواليل التابع لبلدية خميس الخشنة حالة من الغليان بسبب إقصاء منطقتهم من قائمة مناطق الظل، رغم أنها منطقة فقيرة تقع بعيدا عن مركز المدينة فضلا عن موقعها غير الإستراتيجي بين بلديتين، حيث يعاني قاطنوها من جملة نقائص حولت يومياتهم إلى جحيم.
–أزيد من 300 عائلة تهدد بقطع الطريق الولائي مفتاح- خميس الخشنة
قال سكان حي الجواليل الذين يزيد عددهم عن 300 عائلة في حديث جمعهم بالعالم للإدارة أنهم سيلجأون مجبرين للاحتجاج في الأيام المقبلة إن لم تتدخل السلطات الولائية الممثلة في والي الولاية ورئيس الدائرة من أجل إعادة تصنيف الحي على أنه منطقة ظل بالنظر إلى النقائص الكبيرة المسجلة به والتي جعلت يومياتهم صعبة خاصة في فصل الأمطار.
وتساءل السكان عن سبب إقصاء المنطقة وحرمانها من المشاريع التنموية رغم أنها تنعدم بها أدنى شروط الحياة الكريمة.
–حي منسي بعيد عن أنظار المسؤولين–

قال أحد القاطنين بالحي الواقع بين بلديتي مفتاح في البليدة وخميس الخشنة في بومرداس “حينا منسي.. هنا الحياة تنتهي”، “أين هو يحياتن يأتي للوقوف على واقعنا المعاش” فيما قال أخرون الكثير من العبارات التي تعبر عن سخط وغضبهم من الوضع المعيشي لهم طيلة السنوات الفارطة، متسائلين إن كان حيهم الذي يبعد عن عاصمة البلاد بحوالي 25 كلم فكيف هو الوضع بالأحياء الواقعة في الولايات الداخلية والبعيدة عن عاصمة الولاية، مؤكدين أن كل شيء ينعدم بالحي الذي ينتظر التفاتة جدية وميزانية معتبرة لإخراجه من عزلته ورفع الغبن عنهم.
وأضاف السكان أن السلطات لا تتذكرهم سوي في المواعيد الانتخابية، حيث يتحول إلى مزار لمختلف الشخصيات بالنظر إلى الكثافة السكنية المتزايدة به من سنة لأخرى بسبب التوسع العمراني الذي يعرفه، حيث قام الخواص ببيع أراضيهم وتم استحداث مجمعات سكنية جديدة تنعدم بها أدنى الشروط.
هدا وحمل سكان حي الجواليل شرق العاصمة السلطات المحلية مسؤولية الحالة التي آلت إليها المنطقة في السنوات الأخيرة واصفين وضعهم المعيشي بـ “المزري” مؤكدين أن حياتهم بالحي لا تختلف عن حياة أجدادهم في سنوات الستينات في ظل التهميش الذي طال منطقتهم، وهم يواجهون نداء صرخة لوالي بومرداس يحياتن من أجل تنظيم زيارة للمنطقة والأحياء المجاورة لها للوقوف على الوضع الكارثي بها.

–التهيئة غائية
المتجول بحي الجواليل يندهش لما يراه، حيث لا توجد أي طريق مهيئة، وكل المتواجدة ترابية باستثناء الطرق الرئيسي المؤدي إليه والذي يعرف وضعية متدهورة بسبب تأكل الزفت وظهور حفر كبيرة الحجم به ورغم مراسلات السكان بخصوصه إلا أن السلطات لم تتدخل ولم يستفد الطريق من أشغال التهيئة.
أما باقي الطرقات، وبعد فقدان الأمل بالنسبة للسكان لجأ البعض منهم للقيام بأشغال تهيئة بعض المسالك من مالهم الخاص الدي جمعوه، وباقي المسالك التي لم تهيأ فإن مستعملوها يعانون يوميا خاصة في فصل الأمطار حيث يصعب اجتيازها حتى بالنسبة للسيارات، التي يجد أصحابها صعوبة في الدخول إليه.
أما عن الأرصفة والإنارة العمومية، فهي أصلا غير موجودة، والزائر للمنطقة يندهش لما يراه كونها قريبة من عاصمة البلاد على بعد 25 كلم فقط، مما يثير التساؤلات حول أسباب إقصائه من كل المشاريع التنموية، أم أن السلطات ببلدية خميس الخشنة لا تعتبره تابع إليها.
هدا وتحول الحي لذي يشهد زيادة معتبرة في عدد السكان في السنوات الأخيرة إلى مستنقعات للمياه خلال الأمطار المتهاطلة شهري فيفري ومارس الفارطين، بفعل الغياب التام للبالوعات التي تمتص مياه الأمطار ما أدى إلى تجمعها متسببة في عرقلة حركة السير ، الأمر الذي اضطر بالمواطنين إلى الاعتماد على أعمدة خشبية لاجتياز البرك المائية، وهي الوسيلة الوحيدة التي وجدها السكان للتمكن من الخروج من الحي مثلما قاله عمي ” احمد” الذي أكد أن مياه الأمطار حاصرت الحي من كل جهة، ولم يجد قاطنوه طريقة للخروج منه سوى استعمال أعمدة بالطرقات للمرور فوقها.
وأضاف خالد شاب قاطن بالحي أنه لولا استعمال حيل للخروج من الحي من أجل اقتناء كل المستلزمات اليومية، لبقت العائلات معزولة طيلة الأيام التي تهاطلت فيها الامطار بغزارة شهر فيفري المنصرم، مشيرا إلى أنه لحسن الحظ لم يسجل بالحي أي حالة مرض أو ولادة خلال الأيام الفارطة، وإلا الوضع سيكون أسوء.
وبلهجة شديدة، أجمع السكان الحي على ضرورة تجسيد مشروع استعجالي لتهيئة المنطقة وتزويدها بالبالوعات وتزفيت على الأقل المسالك الرئيسية التي تسهل من تنقلات المواطنين، مشيرين إلى أن الوضعية التي شهدتها المنطقة خلال شهري فيفري ومارس هي نفسه السيناريو الذي يتكرر كل موسم شتاء.

–الغاز الحلم المنتظر تحقيقه–

انعدام الربط بغاز  المدينة بحي الجواليل ضاعف من معاناة العائلات القاطنة به، والذين فضلا عن حالة الطرقات يضطرون للتنقل والبحث عن غاز البوتان في نقاط بيعه البعيدة عنهم وجلبه لاستعماله خصوصا في التدفئة خلال فصل الشتاء، وهو ما أثار سخط السكان الذين أكدوا في حديثهم للجريدة أن كل عبارات المعاناة لا تكفي لوصف مدى سخطهم وغضبهم من المسؤولين المحلين الذين يتعمدون تهميش الحي وأحياء أخرى.
وأضاف السكان أن حالة الطرقات، دفع بأصحاب شاحنات توزيع الغاز للامتناع من الدخول إليه، ما أوقعهم في أزمة، خاصة أن مقر بلدية خميس الخشنة بعيد عنهم، فضلا عن نقص وسائل النقل التي تسهل من تنقلاتهم.

–شبكة قنوات الصرف الصحي غير مكتملة—

السكان وفي حديثهم للجريدة، أكدوا أن نسبة الربط بقنوات الصرف الصحي بالحي لا تتعدى 30 بالمائة، فيما يبقى غالبية السكان لم يستفدوا من الربط بها، الأمر الذي اضطرهم للاعتماد على حفر تقليدية لجمع المياه القذرة ما تسبب في حدوث فيضانات بها خلال الأمطار المتهاطلة مؤخرا مشكلة مظاهر مقززة، فضلا – يقول مواطن بالحي- إلى الأمراض الناتجة عن استعمالها والتي تتفاقم في فصل الصيف بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها وانتشار الحشرات وحتى الكلاب الضالة.

–المرافق منعدمة بالحي—

لا يوجد بحي الجواليل سوى السكنات، فلا أثر للمرافق الخدماتية كسوق جواري يلبي احتياجات المواطنين، ولا قاعة للعلاج ولا مرافق ترفيهية ورياضية… وفي هذا الخصوص يقول عمي احمد البالغ من العمر 66 سنة “الحي تاع البارح.. تاع اليوم”، مشيرا إلى أن الغياب التام لكل المرافق، مما يضطر بالسكان إلى قطع مسافات والتنقل إلى مقر البلدية من أجل قضاء حاجياتهم الضرورية.

–النقل المعضلة الأكبر
إلى جاني كل النقائص المسجلة بحي الجواليل، فإنه يجدون صعوبة كبيرة في التنقل إلى مقر البلدية أو بلدية مفتاح من أجل الدراسة والعمل وغيرها من الأمور الأخرى، حيث لا أثر لوسائل النقل التي تربط الحي بمركز البلدية التابع لها على غرار أحياء أخرى، مما يضطر بقاطنيه للمشي مسافات طويلة من أجل الوصول إلى الطريق الولائي الرابط بين بلديتي مفتاح والخميس ومن ثم انتظار قدوم الحافلة التي تأتي مكتظة بالركاب وهدا ما قبل كورونا، أما حاليا فلا حل أمام السكان سوى الاعتماد على سيارات النقل الجماعي.
وبسبب النقل –يقول السكان-أن أبنائهم في الطورين المتوسط والثانوي يضطرون للتوقف عن الدراسة، خاصة فئات الفتيات اللواتي يجدن صعوبة في الالتحاق بمقاعد الدراسة بمركز البلدية خميس الخشنة، خاصة أن تكاليف النقل مرتفعة في سيارات الأجرة في ظل غياب النقل المدرسي الذي يعد مطلب أخر يرفعه السكان في كل دخول مدرسي.
–جفاف الحنفيات لأسابيع
هدا ويعاني سكان حي الجواليل طيلة أيام السنة من جفاف الحنفيات، حيث تصلهم المياه مرة أو مرتين في الشهر مما يدفع بهم لاقتناء الصهاريج، بأثمان مرتفعة خاصة وأن المنطقة ذات طابع فلاحي ومعظم قاطنوها يعتمدون في معيشتهم على تربية الماشية وخدمة الأرض مما يزيد من استهلاك الماء لديهم.
وراسل السكان مرات عديدة السلطات المحلية والجزائرية للمياه من أجل حل المشكل إلا أنه لا حياة لمن تنادي وكأن الحي غير تابع لخميس الخشنة مثلما قال السكان الدين عبروا عن سخطهم الكبير من تجاهل السلطات لمعاناتهم.
السكان رفعوا عشرات نداءات الاستغاثة للسلطات المسؤولة، لكن لا أحد تدخل وحاول الوقوف على النقائص المسجلة بالمنطقة، بما فيهم رئيس البلدية الذي تجاهل مطالب السكان ومعاناتهم خاصة في الأمطار المتهاطلة خلال شهري مارس وفيفري وهم يناشدون والي الولاية ورئيس الدائرة بالتدخل ورفع الغبن عنهم.
نادية. ب

شاهد أيضاً

حجز ما يفوق 26 طنا من الكيف المعالج و147 كلغ من الكوكايين خلال سنة 2024

تمكنت مصالح الدرك الوطني, خلال سنة 2024, من حجز ما يفوق 26 طنا من الكيف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *