الثلاثاء, أبريل 29, 2025

من أجل الحصول على لقمة العيش : أطفال يتحولون إلى باعة الديول والمطلوع في شهر رمضان

يلجأ العديد من الأطفال للعمالة وبيع مختلف المنتوجات الرائجة في شهر رمضان والتي يتزايد عليها الإقبال والطلب من جهة، والوقوف في مجابهة صعوبات الحياة وغلاء المعيشة  من جهة أخرى سعيا منهم للبحث عن لقمة العيش من أجل إعالة عائلاتهم المعوزة والحصول على “مصروف الجيب” وتحصيل مصاريف شراء ملابس العيد في ظل عدم قدرة عائلاتهم على توفير حاجياتهم.

عمالة الأطفال ظاهرة تعود عليها المجتمع الجزائري منذ سنوات خلت وعبارات ألف سماعها على ألسن أطفال صغار “مطلوع سخون، معدنوس، حمص، ديول”، فالأسواق تعج بهم فنحو ما يقارب 50 بالمائة من الباعة أطفال، يلجأون إلى امتهان هذه الحرفة في ظل العوز والحاجة التي تطاردهم وهم مقبلين على عيد الفطر ، فنجدهم يبيعون “المطلوع، الديول، الحشيش، الأكياس البلاستيكية والحمص” للحصول على رمق العيش، ففي سوق الخضر والفواكه بباب الزوار يقابلك عشرات الأطفال الذين يفترشون الجرائد والكراتين لعرض المنتجات المنزلية التي تحضر بالأيدي من طرف أمهاتهم، ينظرون إليك بنظرة ملؤها الحسرة وطلب المساعدة بقبول شراء ربطة معدنوس أو كيس ديول بـ 50 دينار، هم في عمر الزهور غير أن الحاجة جعلت منهم كبارا ودفعت بهم إلى أزقة الأسواق والاحتكاك بمن هم أكبر منهم سنا لامتهان مثل هذه الحرفة خاصة في رمضان الذي يزداد فيه إقبال الزبائن على اقتناء كل ما مصنوع باليد.التقينا بـ “علي” بسوق 8 ماي 1945 بباب الزوار لا يتجاوز سنه 10 سنوات وجهه ينم براءة وعنفوان غير أن مشقة الحياة بهتت وجهه سمعناه ينادي “مطلوع سخون جوزي جوزي” تتبعنا مصدر الصوت إلى أن وجدناه بالقرب من واجهة قصابة حاملا بيده قفة بلاستيكية تحتوي على “المطلوع سألناها عن السعر فقال 50 دينار تاع اليوم يا أختي، وبالفعل اشترينا من الصبي الذي لم يمر شخص إلا وتوقف عنده وكأنه يتميز بإشراقه تغري الجميع، وبالقرب منه يوجد شيخ تجاوز السبعين هو الآخر كتب له القدر أن يبيع في آخر أيام حياته ربطات البقول بـ 20 دنانير، ففي سوق حسين داي الذي لا يكاد يخلو من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 16 سنة ولدى اقترابنا منهم لنستفسر عن قصصهم ف “أحمد” البالغ من العمر 12 سنة وجدناه يبيع الشربات داخل أكياس بلاستيكية الذي تحضره أمه في البيت كما روى لنا قائلا” انأ أبيع هنا حتى لا اطلب من أبي أن يشتري لي ملابس العيد ” عبارة كررها الصبي وملامح الشقاء بادية على محياه مضيفا أن جميع إخوته يعملون في الشهر الفضيل لمساعدة عائلاتهم المتكونة من خمسة أطفال وأب معوق، في حين يبيع ”أمين” ”الديول” منذ ثلاث سنوات بالسوق نفسه من أجل توفير مصاريف الدراسة، حيث كشف لـ “العالم” أنه الإبن الثامن في أسرة متوسطة الحال، لموظف في القطاع الخاص، ”وليس أمامه إذا أراد مواصلة دراسته سوى هذه الطريقة، فالآن أصبح مطلوبا منا كأطفال أن نوفر مصروفنا بأيدينا بعدما عجز آباؤنا عن توفير كل ما نحتاجه، ورمضان فرصة ذهبية للربح، اغتنمناها كأطفال لتوفير حاجياتنا”.

 ظاهرة عمالة الأطفال في الجزائر استفحلت في الآونة الأخيرة وسط المجتمع الذي أنهكته سياسة المضاربة وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة التي باتت صعبة للجميع وبلغة الأرقام تشير آخر الدراسات عن تواجد مليون طفل عامل في الجزائر ويزيد هذا العدد بـ 300 ألف طفل أيام العطل والمناسبات، هي إذن صورة طبعت في أذهان الكثيرين كل رمضان من انتشار كبير للأطفال ذكورا وإناثا وكل واحد يسعى لبيع الكمية المتوفرة لديه قبل حلول ساعات المساء ليعود إلى البيت ومعه بعض الدنانير.

م. م

شاهد أيضاً

صناعة الألواح الشمسية: مجمع “لونجي” الصيني يبدي اهتمامه بالاستثمار في الجزائر

استقبل وزير الدولة, وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة, محمد عرقاب, اليوم الاثنين, وفدا من شركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *